هنالك مكان واحد في العالم لا يمكن وصفه وتفسيره بالكلمات. يجب، ببساطة، الإحساس به. يبدأ ذلك الأمر من الطريق، في النزول الدراماتيكي إلى أهبط مكان في العالم.
في أعمق نقطة تحت سطح البحر، هنالك شعور مميز بالتسامي، يتنامى متراً بعد متر… عندما تصل إلى هناك، ستبدأ بفهم أن هنالك حاجة لترك بعض المنطق خلفك، والاستسلام، ببساطة.
أهلاً وسهلا بكم في منطقة البحر الميت. مكان لا يلعب بموجب القوانين التي عرفتها حتى الآن…
بقعة أرض تدمج بين أكبر التناقضات في الطبيعة. جزيرة من الصيف الدائم في قلب الشتاء، مكان فيه الشّمس جيّدة، والطيّن يطهّر ويعقّم. مكان حارّ وجاف، يقع في قلبه بحر عجيب مليئ بالقدرات العلاجية، يتيح لك إمكانية الطواف باسترخاء، محاطا بمناظر طبيعية عتيقة واستثنائية. ملجأ معزول شكّل مركزاً روحانيا ومهدا للأديان.
منطقة البحر الميت، هي كون صغير تلتقي فيه الشمس، البحر والجبال الصحراوية.
مكان، تكون الألوان فيه أكثر حدّة، والطبيعة أكثر وحشية، والهدوء أكثر عمقا، والتاريخ أقرب من حبل الوريد، حيث تصبح كل تجربة أكثر عمقا وعظمة.
يتواجد طرف البحر الميت الشمالي على بعد نحو 25 دقيقة من القدس، والطرف الجنوبي على بعد نحو ساعتين من مركز البلاد. ليس صدفة أن تم إعطاء المنطقة اسم “أرض البحر الميت”.
عدا عن كونه أخفض مكان في العالم، مختلفا عن أي مكان آخر، فإن هذه المنطقة تحتوي على تنوّعات كثيرة عبر طريق ذي مناظر طبيعية يبلغ طولها نحو ساعة ونصف من الطرف إلى الطرف.
في هذا الطريق، الأخفض في العالم، بالإمكان زيارة مناطق أيقونية مثل قصر اليهود، قمران، عين جدي، متسادا، عين بوكيك وسدوم. يروي كل مكان قصة تضرب جذورها في أعماق التاريخ، وتنبض بقوّة حتى يومنا هذا.
على مرّ السنين، ارتبطت أسماء الكثير من الشخصيات بمنطقة أرض البحر الميت. يسوع ويوحنّا المعمدان، كليوبترا التي اعتادت على رؤية البحر الميت موقعا علاجيا، داوود الذي اختبأ من شاؤول، قصة إبراهيم ولوط، باحثون مشهورون مثل كوستيغن ومولينر، الملك هيرودوس وغيرهم.
تروي منطقة أرض البحر الميت قصة تراث قديم، بحث ودراسة الاستيطان في الظروف الاستثنائية، الزراعة والصناعة الثوريتين، السياحة المزدهرة، والمجتمعات المحلية التي تتبّل التجربة بأصلانية استثنائية.
تكمن في الرّحلة إلى أرض البحر الميت أو الإجازة فيها، العديد من الكنوز، للجسم وللروح، وكلّنا أمل أن تكتشفوها بطريقتكم الخاصة.