في الطريق إلى البحر الميت، يتواجد أحد المواقع الأكثر إثارة وأهمية في إسرائيل، والذي يبدو أنكم لا تعرفونه. تعالوا معنا في رحلة عبر الزمن، إلى ما بين جدران مدينة قديمة وغامضة تلهب الخيال. للحظة، ستتحولون أنتم أيضا إلى سكان في مدينة فخمة ومليئة بالحيوية، محاظة بسور عملاق، وفي وسطها قصر، وعندما تطلّون من أعالي الهضبة إلى مساحات النقب الساحرة، سيكون بإمكانكم أنتم أيضا أن تكونوا جزءاً من الإمبراطورية الموغلة في القدم.
في الحديقة الوطنية تل عاراد، تم اكتشاف آثار مثيرة لمدينة كنعانية محصّنة كانت أكبر المدن في النقب خلال الفترة البرونزية المبكرة (حوالي 3000 قبل الميلاد). تم خلال الحفريات الكشف عن مشروع مياه قديم وواسع، قلاع من أيام ملوك يهودا، بل وحتى آثار معبد يهودائي، عمل بموازاة الهيكل في القدس. كل هذه الأمور وغيرها، تشير إلى أهمية المدينة التي تم اكتشاف أسرارها مرحلة بعد أخرى.
إذاً، جهّزوا أنفسكم لرحلة غامضة وساحرة بين أنقاض مدينة محصّنة في قلب الصحراء، تكمن في بطنها أسرار عمرها آلاف السنوات.
ماذا يوجد في الموقع؟
المدينة الكنعانية محاطة بسور واسع، وعلى الرغم من مرور آلاف السنوات منذ كان قلبها ينبض، إلا أنكم ستشعرون بإشارات الحياة الصاخبة التي كانت هناك، من عند بوابة المدينة.
تم تخطيط البيوت السكنية في المدينة بحيث تتجمع مياه المطر التي تتدفق على سفح الجبل في مجمّع مائي – تم حفر بئر عمقها 16 مترا في وسطه، خلال الفترة الإسرائيلية القديمة على ما يبدو.
في المدينة، هنالك تقسيم واضح بين المباني العمومية والمباني السكنية، حيث تم العثور على آثار تشير إلى حجم النشاط في المدينة – زراعة، رعي، فن وتجارة.
التحصينات في تل عراد، تبدو من مسافة بعيدة، حتى اليوم، سور بسمك 2.4 أمتار وبطول 1,200 متر، يقدّر الخبراء أنه وصل إلى ارتفاع 5 أمتار، يتبع حد تصريف المياه على امتداد الهضبة.
في وسط القصر، الذي يشمل الكثير من الغرف، الخانات والساحات، تتواجد لوحة طقوس دينية تشير إلى أهمية المكان من ناحية الحكم. على مقربة منه، تتواجد عدّة معابد، شبيهة بتلك التي تم العثور عليها في عين جدي ومجيدو، وإلى جانبها تتواجد لوحة حجرية، منصات لذبح القرابين وأحواض للطقوس الدينية.
المعبد اليهودائي: في الزاوية الشمالية الغربية من القلعة، تتواجد آثار معبد، يبدو أنه يهودائي عمل منذ القرن الـ 9 حتى نهاية القرن الـ 8 قبل الميلاد، وبني بموجب مُخطط المقر الوارد في المكرا. هذا المعبد هو أحد المعابد القليلة من فترة المكرا – وقد عمل بموازاة الهيكل في القدس.
بيت إليشيف: على مقربة من جدار القلعة الجنوبي، تم اكتشاف أرشيف يتضمن قطع فخار منحوتة (مكتوب عليها)، غالبيتها بالخط العبري القديم. تم توجيه القطع الفخارية الـ 17 لشخص يدعى إليشيف، حيث يبدو أنه كان قائد القلعة في تل عاراد. تم العثور في البيت على 3 أختام تحمل اسمه.
نقطة مبيت ليلية – الخان الكنعاني
تل عاراد هي حديقة وطنية تشمل نقطة مبيت ليلية توفر للماكثين فيها بناية مغلقة فيها فراش وتدفئة، عنابر استضاقة مجهّزة، منطقة للخيام الخصوصية ومنطقة للكرفانات. في المكان، هنالك مياه للشرب ومراحيض، حمامات ساخنة، زاوية طبخ، إنارة للمكان، نقاط كهرباء، وغيرها.
الحيوانات والنباتات
بالإضافة إلى القيمة التاريخية لموقع تل عاراد، تتواجد داخل مساحة الحديقة الوطنية عدّة أنواع من النباتات والحيوانات النادرة.
إنها حدود الانتشار الأقصى جنوبية في العالم بالنسبة للبوقية الفارسية التي تنمو في تل كرايوت القريب من المكان، كما أنكم إذا جئتم في نهاية شهر شباط وبداية آذار، سيكون بإمكانكم مشاهدة ازدهار السوسن البني الداكن والذي يعتبر جنسا في موطنه الأصلي (حصري) – لشمال النقب.
على مستوى الحيوانات، إذا كان لديكم حظ سيكون بإمكانكم مشاهدة سحلية بئر السبع الحادة الأصابع، أحد الأجناس المميزة لأراضي الرواسب الطفالية (اللويس) في شمال النقب، واليربوع الكبير – أحد القوارض الأكثر قفزا وذو الذنب الذي في طرفه شراشيب، المهدد بخطر الانقراض في إسرائيل.