الحديقة الوطنية متسادا
منذ سنوات طويلة، تتربع متسادا على رأس كل قوائم المواقع الأكثر شعبية وشهرة في إسرائيل، سواء بالنسبة للإسرائيليين أو السيّاح. عمليا، يكاد يكون كل السياح قد وضعوا متسادا ضمن خريطة نزهتهم في إسرائيل. وفي الواقع، فإن الزيارة إلى متسادة توضح، على الفور، سرّ سحرها. في متسادا، يتحقق الدمج الذي يجعل منها تجربة استثنائية – منظر طبيعي رائع، بقايا أثرية مثيرة وقصّة دراماتيكية. الآن، أضيفوا إلى ذلك أيضا القطار المعلّق (تلفريك)، الشروق الجميل، مكان للمبيت ليلا، عرض بصري-صوتي ومتحف – وستفهمون أن الحديث يدور فعلا عن موقع ممنوع تفويته!
الوصول إلى القمّة
هنالك 3 طرق أساسية للوصول إلى قمّة الجبل:
مسار الأفعى – يحبّه بالأساس المتسلّقون المثابرون، من يملكون لياقة بدنية جيّدة وعشقا لمناظر الشروق الجميل. يتم الصعود من الجهة الشرقية (شارع 90)، ويستغرق نحو ساعة، وبمستوى صعوبة مرتفع. يتم فتح المسار كل يوم قبل الشروق بساعة، ويتم إغلاقه قبل إغلاق الموقع بساعة.
مسار المتراس الترابي – سهل وودود. يدور الحديث عن صعود معتدل يستغرق نحو 20 دقيقة، بمستوى صعوبة متوسط. يتم الوصول من الجهة الغربية (شارع 3199 من جهة عاراد). يتم فتح المسار كل يوم قبل الشروق بنصف ساعة، ويتم إغلاقه قبل الغروب بساعة.
من المهم أن تعرفوا، انه في أيام الحرّ الشديد، تكون هنالك قيود على ساعات الصعود والنزول، ومن المفضل تلقي الحتلنات مسبقا عبر موقع سلطة الطبيعة والحدائق.
القطار الهوائي – بالإضافة إلى حقيقة أن بإمكانكم الوصول إلى رأس الجبل خلال دقائق، يدور الحديث عن تجربة ممتعة ورائعة من الطيران في منظر طبيعي رائع للصحراء بريشيت والبحر الأزرق. الصعود بواسطة القطار الهوائي منوط بدفع إضافي.
ماذا ستجدون على الجبل
تعتبر النزهة بين البقايا الأثرية، نزهة بين فترات وقصص مختلفة. اختار الملك هيرودوس أن يبني في متسادا مكانا للهروب والاحتماء من أعدائه، ومكان استجمام للشتاء. כوكما يليق بهيرودوس، فقد قام بذلك على أفضل وجه. على الجهة الشمالية من الجبل، قام ببناء قصر فخم يتألف من ثلاثة مستويات، من خلال حملة هندسة معمارية معقّدة وجريئة، والذي بالإمكان مشاهدة آثاره حتى اليوم – أعمدة منحوتة، أرضيات فسيفساء تشير إلى الفخامة التي كانت هنا في يوم من الأيام في قلب الصحراء. قبل أن تنزلوا إلى مستوى القصر، بإمكانكم أخذ الانطباع فوق من خلال النموذج الذي يعرض شكل القصر الأصلي.
أحد أكبر مشاريع هيرودوس وأكثرها تعقيدا في متسادا، هي منظومة المياه المتطوّرة. لقد قام بإنشاء مجموعة من السّدود على قنوات الجداول، بنى قنوات مقصورة تم نقل المياه عبرها، حفر 12 بئر ماء منحوتة في مستويين على طرف الجبل وبئرين كبيرين على قمّته. أتاحت له هذه المنظومة إمكانية تجميع مياه الأمطار، مياه الفيضانات والمياه من الجداول وإمكانية توفير المياه بصورة دائمة ومستقرة للقاطنين على الجبل لقد كان توفير المياه كبيرا وكثيرا، حتى أنه كان بإمكانه أن يسمح لنفسه أن يبني على قمّة الجبل، الواقع في قلب الصحراء، مسبحًا فاخرًا فيه مياه ساخنة، وكذلك مسبحا واسعا في الجزء الجنوبي من الجبل. في وقت لاحق، قام المتمردون أيضا باستخدام منظومة مياه هيرودوس، بل إنهم قاموا ببناء حوضي طهارة (مكفي) فوق الجبل. اليوم، ما يزال بالإمكان مشاهدة جزء كبير من منظومة المياه على الجبل، وكذلك أخذ الانطباع من خلال نموذج بالإمكان سكب المياه فيه لتجسيد العملية.
بعد موت هيرودوس بنحو 70 عاما، في العام 66 للميلاد، وصلت إلى الجبل مجموعة من المتمردين، والتي أطلق عليها يوسيف بن متتياهو اسم السيكاريين، وقاموا باحتلال متسادا من يدي قوّة الحراسة الرومانية التي كانت هناك. قرر المندوب الروماني، فلبيوس سيلفا، فرض الحصار على متسادا. والنهاية الدراماتيكية معروفة للجميع – عندما فهم قاطنو متسادا أن مصيرهم قد تحتّم، قرروا الانتحار، حيث فضلوا الموت على الحياة في الأسر.في اليوم التالي، عندما قام الجيش الروماني باجتياح السور من الجهة الغربية، وجدوا جثث أكثر من 1,000 شخص – رجال، نساء وأطفال.
بقيت آثار من تلك الليلة التراجيدية حتى يومنا هذا – في متحف متسادا بإمكانكم أن تشاهدوا حجارة كتبت عليها أسماء المقاتلين. هذه الحجارة، المسماة “اللّخاف” (القطع المرسومة)، هي على ما يبدو القرعة التي رماها المنتحرون قبل موتهم. يطلق على الغرفة التي تتواجد فيها اللخاف اسم “غرفة الأقدار”، وبالإمكان الدخول إليها وتخيّل الدراما الكبيرة التي حصلت فيها. من الآثار الأخرى المثيرة المتبقية من تلك الليلة، جديلة شعر طويلة تعود لامرأة، تم الحفاظ عليها بصورة شبه كاملة، بل إنه بالإمكان مشاهدتها حتى اليوم في المتحف الواقع عتد سفح الجبل.
بقيت متسادا معزولة حتى القرن الخامس، عندها وصل إليها رهبان منعزلون جعلوا منها بيتهم. قاموا باستخدام الآثار المتبقية من فترة التمرّد، بل وأضافوا إليها مبانٍ جديدة. من هذه الفترة، بالإمكان اليوم، مشاهدة بقايا كنيسة بيزنطية جميلة، مع حنية مثيرة وأرضيات فسيفساء ساحرة الجمال.
في بداية القرن الـ 20 تمت كتابة الفصل التالي من تاريخ متسادا. مع نهوض الحركة الصهيونية، تحولت متسادا إلى رمز، وبدأ أبناء الشبيبة بالقدوم في رحلات طويلة وخطيرة، في حين كانت الروح الحيّة التي تدفعهم روح شمرياهو جوتمان. بعد إقامة الدولة وجيش الدفاع، تحوّلت متسادا إلى مكان يحلف فيه الجنود قسم العسكرية، وأصبحت أسطورة متسادا ذات معنى وعمق.
في العام 1965 بدأ يجئال يادين بالحفريات المشهورة على الجبل، وهي حفريات واصلها أتباعه حتى اليوم. ما زال الجبل يكشف شيئا فشيئا عن أسراره، وعن القصص المثيرة التي حصلت عليه.
متسادا من الغروب حتى الشروق
בعلى مدار نحو 30 سنة، تم تقديم عرض ضوئي-صوتي على حافة الجبل الغربية في متسادا. شاهدت أجيال من التلاميذ والمتنزهين هذا العرض التاريخي. شاهدت أجيال من التلاميذ والمتنزهين هذا العرض التاريخي. הتم إنتاج العرض بتكنولوجيا VIDEO MAPPING} إحدى كبرى التكنولوجيات التي تم تطبيقها في البلاد، وباستخدام إضاءة متطورة. قام بتلحين الأغاني شلومو غرونيخ خصيصا للعرض، ويشارك في أدائها كل من هرئيل سكاعت، ليراز تشركي، فرقة كبيرة وجوقة، بالإضافة إلى 60 ممثلا وكومبرس.
ينجح العرض الساحر، أشعة الضوء والمؤثرات الرائعة، بملامسة الروح ورواية قصّة الجبل بصورة أخّاذة ومليئة بالسحر.
يتم تقديم العرض باللغة العبرية، وبالإمكان – عند المدخل – الحصول على سماعات للترجمة للإنجليزية والروسية. يتم العرض على الجهة الغربية من الجبل، ويجب شراء بطاقات له مسبقا، عبر موقع سلطة الطبيعة والحدائق.
