حديقة النباتات في كيبوتس عين جدي
يبدو أنه سيكون على من يدخل من بوابة كيبوتس عين جدي أن يفرك عينية أو أن يلسع نفسه ليتأكد من أن الحديث لا يدور عن فاتا مورغانا.
بعد سفر طويل في الصحراء، فجأة تفتح أمامكم أبواب جنّة عدن خضراء وغنية، فيها أشجار عملاقة تبدو كما لو كانت قد خرجت للتو من قصّى مغامرات، نباتات متسلقة، أنواع الصبار بأشكال غريبة والكثير الكثير من الزهور. سيدعوكم هذا المنظر العجيب للسير في طرقات الحديقة واكتشاف كا الزوايا اللطيفة، الكثيرة، المختبأة فيها.
اليوم، يتواجد في الحديقة نحو 900 نوع مختلف من النباتات، والتي جاءت من مختلف أنحاء العالم. بفضل الظروف المميزة في عين جدي (سواء من حيث الهواء أو تركيبة التربة)، تنمو الكثير من النباتات هنا بسرعة مفاجئة، وتشعر شعورا رائعا.
والنتيجة هي أن هذه الحديقة الصغيرة تشكّل في الواقع كوناً مصغّراً – تجدون فيها أشجار البُوحِبَاب (شجرة القارورة) من أفريقيا، العدنة من أستراليا والصبار من أمريكا الجنوبية، نباتات استوائية ونباتات جاء ذكرها في التوراة. كلها تعيش معا في حوض واحد سعيد، وربما كان في ذلك شيء من الرّمزية التي بإمكاننا جميعا أن نتعلم منها.
حديقة هي في الواقع كيبوتس، وكيبوتس هو في الواقع حديقة
أحد الأمور المميزو في الحديقة هي أنها الحديقة الوحيدة في العالم المتواجدة داخل بلدة. عمليا، يعتبر الكيبوتس والحديقة – شيئا واحدا. تم الإعلان عن كامل مساحة الكيبوتس حديقة نباتات، وعندما تتجوّل في طرق الحديقة، سيكون بإمكانك أخذ الانطباع أيضا عن طبيعة الحياة المميزة في الكيبوتس – قاعة الطعام، رياض الأطفال، بيوت الأعضاء والمزيد. أنتم مدعوون للدخول (مجانا) إلى متحف الكيبوتس، والتعرف على إقامة الكيبوتس وعلى تاريخه – كيف تربى هنا الأطفال الأوائل؟ ممّ يعتاشون في وسط الصحراء؟ من كان الأشخاص الذين حضروا إلى هنا وقرروا أنهم يريدون إنشاء كيبوتس هما؟ المتحف مفتوح يوميا بين الساعات 8:30-16:00
الجذور
لكن قبل الزيارة، من المفضل التعرف على كيف بدأ كل شيء. كما هو الأمر دائما – من حفنة مجانين إلى الشيء الحقيقي.
كما في كل كيبوتس، تم إنشاء “فرع الزينة” وطلب من أفراده زراعة القليل من الأشجار، ليكون هنالك ظل، وبعض عشب الأرضيات ليكون الجلوس في الخارج لطيفا. غير أن أفراد فرع الزينة في عين جدي أخذوا المهمة على محمل من الجد. وسرعان ما أكتشفوا أن عين جدي أرض خصبة للنباتات، فتواصلوا مع الجامعات وبدأوا بالتعاون معها، بإجراء تجارب علمية، للحفاظ على النباتات وغيرها. يضاف إلى ذلك الحسّ الجمالي الرّفيع، الذي جعل من الحديقة لؤلؤة حقيقية. ما يشبه المتحف الحيّ المخصص لعالم النباتات. ما زال بعض هؤلاء الناس يعملون في الحديقة حتى الآن، وعندما تتجوّلون فيها من الممكن أن تلتقوا بهم. أصبح الشعر رماديا، لكن الحماسة والإخلاص – بقيا تماما كما كانا في السابق.
جولات في الحديقة
بالإمكان التجوّل في الحديقة بإحدى طريقتين: جولة ذاتية أو جولة مصحوبة بالإرشاد.
من أجل التجوّل ذاتيا، كل ما عليكم القيام به هو الحضور خلال ساعات العمل، المرور عبر مركز الزّوار في الحديقة النباتية، التزوّد بخريطة الحديقة والتي تستطيعون مشاهدة المسارات فيها – والانطلاق. الخريطة متاحة باللغة العبرية، الإنجليزية والروسية.
الإمكانية الثانية هي تنسيق جولة مصحوبة بالإرشاد، مسبقا. جميع المرشدين في الحديقة من سكان المكان، أناس يعيشون ويتنفسون الحديقة على مدار سنوات طويلة، يعرفون كل أسرارها، دورة الفصول فيها وكل أسرارها.
إذا رغبتم بذلك، بإمكانكم أيضا التوقّف في مركز الزّوار، في بداية جولتكم أو في نهايتها – احتساء الاسبرسوا مقابل المنظر الطبيعي، شراء مستحضرات تجميل على أساس خلاصات النباتات، التمر الذي ينمو في الحديقة بالإضافة إلى النباتات التي سترافقكم إلى المنزل، وتواصل تجربة الحديقة النباتية في منزلكم.